مقالات

«مشهد السقوط» .. قراءة شخصية !!!

«فيروس» ثورات الخريف العربى الخبيث لإسقاط الأنظمة انتشر بالعدوى من دولة لدولة وبعد سنوات طويلة فهمنا أن المخطط لم يكن من أجل رفع شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية ولا حتى إسقاط الأنظمة المستبدة …
لكنه كان من أجل صالح تمدد الدولة «الربيبة» لتصبح هى المهيمنة والمسيطرة على منطقة الشرق الأوسط كدولة وظيفية تعمل لصالح التنظيم الإرهابى الأول صانع الثورات وناهب الثروات العربية وهو ما يعرف بـ «مجلس إدارة العالم الماسونى» أو بالأصح «أعوان الدجال الشيطان الأعظم» …
وكانت الجيوش العربية هى المعرقل لتفتيت الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات وإسكات الصوت العربى …
ولقد نجح المخطط في إسقاط الجيوش والأنظمة وبدأت الفوضى والخراب وتشردت الشعوب، لكن الله بحوله وقدرته أنقذ مصر من مرارة نتائجها وعاد الشعب المصرى ليصحح مسيرته من جديد فقام بثورة مباركة طيبة هدمت المخطط فوق رأس السحرة وتم فرزنة التنظيمات الإرهابية …
صحيح أن المخطط ” أ ” قد تعطل بفضل ثورة المصريين لكن في الحقيقة كان هناك مخطط بديل يتم تنفيذه سرا، وهو المخطط ” ب ” والذي كان عبارة عن إنشاء دويلات وكيلة بإدارة إسرائيلية مركزية عن بعد، لتضمن من ناحية أن الدول الساقطة لن تعود مرة أخرى، كما أن عن طريقها تبدأ استكمال المخطط ” أ ” …
وحانت اللحظة عندما ظن الصانع الغبى أن مصر أصبحت على شفا السقوط وأن النظام في مصر لن يكمل سنوات حكمه …
فبدأتها إيران إحدى الدويلات المركزية الوكيلة بطوفان أذرعها العسكرية (حماس وحزب الله) لكنهم لم يحسبونها بطريقة صحيحة، فلم تسقط مصر واستمر الجيش متماسكا والشعب يؤيده ويسانده ويثق فيه بقوة، وكان على إسرائيل أن تستكمل المشوار دون توقف حتى تتهيأ الظروف ويتخلخل الداخل المصري … (هكذا تمنوا وهكذا ظنوا وعلى ذلك راهنوا …)
ونجحت إسرائيل في غزة ولبنان بالمقاومين وما زالت تستكمل مسلسل الهدم والإبادة والتهجير، لكن فجأة تغير المشهد بالكلية وخرجت التنظيمات المتفرزنة وبدأ «الشغل» العجيب في سوريا وتتغير استراتيجية إسقاط الأنظمة ويختلف التكتيك الثورى لصناعة الخريف العربى ..
ولكن النظام السورى لن يسقط مثل كل مرة بثورة وميادين وحشد وهتافات وشعارات، وإنما عن طريق دعم الثوار ” والمعارضة ” للجماعات الإرهابية من أجل أن تنتفض وتبدأ في إزاحة النظام …
الأعجب في المشهد هي فرحة السوريين واحتفالاتهم في منفاهم وعلى كافة المواقع وابتهاجهم الغريب بسقوط سوريا عن طريق جماعات الإرهاب (الكيوت) دون أن يبذلوا أقل مجهود …!!؟؟
التنظيمات التى حررت بلادهم من المحتل ثم تقوم بتسليمها مقطعة ممزقة للصهاينة وشركائها في كتابة ثم تنفيذ وإخراج فيلم (( الطوفان )) ….
وبالفعل يسقط النظام وتبدأ الفوضى والسرقات والتخريب ( صورة طبق الأصل لما حدث في الثورات السابقة …)
وعلى الفور بعد السقوط، يدخل جيش الإحتلال ويتوغل في سوريا من أجل تحقيق هدفه الأسمى بإقامة دولته المرتقبة …
بالطبع والأكيد سيتم فتح السجون في سوريا التي تمتلىء بآلاف من أعضاء التنظيمات الإرهابية و آخرين أبرياء …
الإرهابيون – طبعا – سوف يترك لهم الحبل على الغارب لتنتشر صراصير الحقول وتتوغل مرة أخرى وتعبر الحدود بكل سلاسة ويسر ..
وبالطبع سيدخلون إلى العراق ليوقظوا الخلايا النائمة فيها وينفذوا باقي المخطط التخريبي ثم تدخل إسرائيل لتكمل القصة وتضم ما تشاء إلى حدود كيانها البغيص …
وبسقوط بلاد الشام جميعها تكتمل الأضلاع الشرقية لدولة إسرائيل الكبرى “الفرات”
التي وعد بها الرب للنبى إبراهام في سفر التكوين المزعوم والمعروفة بمملكة داوود ..
يتبقى الأردن و أجزاء من دول الخليج والجزء الشرقى من مصر حتى “نهر النيل” …
وهنا تكون إسرائيل قد أتمت مخططها لصناعة دولتها اليهودية الكبرى المزعومة فى عهد «النتن ياهووووو» …
ولأن شعب مصر لا يعرف كيف يسقط نظامه بثورة يتم تغيير التكتيك الثورى ولا يبقى عندكم حجة يا أهل مصر وتزعموا بأن النظام مانعنا من النزول ولا تستطيع أن نحشد ونغير ..
ما عليكم غير أنكم تدعموا ما يتم وأنتم جالسون في بيوتكم وهم عليهم التنفيذ ..
ما عليكم غير رفع رايات النصر والحشد على مواقعكم ولجانكم والترحيب بالأشاوس المحررين، تماما كما فعل إخوانكم السوريون في أيام معدودة وما بين غمضة عين وانتباهتها سيتم تحريركم …
وهذا سوف ينجح في الممالك «الأردن ودول الخليج» التي من الصعب أن تخرج شعوبها من أجل إسقاط الملك ..
الجمهوريات من السهل إسقاط أنظمتها عن طريق ثورات الشعوب وحدثت ونجحت
لكنهم في الممالك لم يجربوا من بداية المخطط قدرة الشعوب علي ثورة ضد ملك والفشل هنا ممنوع، بالتالى يكون الحل هو دخول وإنتشار الجماعات الإرهابية بأسلحتها المتقدمة للإطاحة بالأنظمة المالكة، خاصة أنها دول بها قواعد أجنبية وخلايا إرهابية نائمة تستطيع أن تفعل ما لا يستطيع الشعب أن يفعله …
(كل ما سبق ذكره كوم وحلمهم في نجاح المخطط بتغيير التكتيك الثورى في مصر كوم تانى ..)
ولكنهم نسوا أو ربما تناسوا أننا أصبحنا خبراء في التعامل مع الإرهاب … فنحن من قطعنا دابرهم .. ولا توجد على أرضنا قواعد أجنبية ولا ميليشيات …
نعم عندنا معارضة وخلايا نائمة .. لكن المصرى بوعيه وحسه وانتمائه بآلاف من عينتهم وحتى ولو كان الشيطان نفسه هو من يدربهم ..
الشعب المصرى أصبح واعيا مدركا، ومن المستحيل أن يضحكوا عليه وإذا كانوا هم أفاعى فنحن (( الرفاعية )) …
تحيا مصر العظمى …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى